السلام عليكم أحبائي الغالين.. أعرفكم بنفسي، أنا مدينة القاهرة الجميلة، العاصمة السياسية لجمهورية مصر العربية، وأحد المراكز الرئيسة للحياة الدينية والثقافية والسياسية في العالم الإسلامي.
يعود تاريخي إلى الفتح الإسلامي لجمهورية مصر على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، عام 21هـ - 642 م، وفيها أنشأ عمرو بن العاص مدينة الفسطاط ثم تلا ذلك إنشاء مدن العسكر ثم القطائع فى عصر الدولة الطولونية.
وفي عام 969 م أنشأني القائد الفاطمي جوهر الصقلي وجعل مني مدينة كبرى شملت الفسطاط والعسكر والقطائع وأطلق علي اسم -قاهرة المعز- وأحاطني بسور له ثمانية أبواب لا يزال ثلاث منها باقية حتى اليوم وهي: باب زويلة، وباب النصر، وباب الفتوح.
وكانت مساحة الأرض التي حددها السور تبلغ 340 فداناً.
وفي وسط هذه المساحة، بنى جوهر الصقلي قصراً كبيراً بلغت مساحته 70 فداناً، وجعل خمسة وثلاثين فداناً للبستان الكافوري، ومثل هذه المساحة للميادين، والباقي وزعت مساحته على الفرق العسكرية.
ثم أنشأ مسجداً بالقرب من قصر الحكم عند الجهة الغربية من ميدان باب الشعرية، متجهة شرقاً إلى باب الفتوح فباب النصر، وينتهي عند جبل المقطم.
ولم يكن قصد جوهر الصقلي من إنشائه إياي، أي لمدينة القاهرة، في بادئ الأمر، أن أكون قاعدة أو داراً للحكم، بل لأكون سكناً للحاكم، وحرمه، وجنده، وخواصه، فنشأت أنا -القاهرة- مدينة متواضعة للدولة الفاطمية الناشئة، وبقيت حيناً من الدهر مدينة ملكية عسكرية، تشتمل على قصور الحكام، ومساكن الأمراء، ودواوين الحكومة، وخزائن المال والسلاح، ثم أصبحتُ في عام 363هـ-974 م، عاصمة للدولة الفاطمية.
وسرعان ما بدأت أكبرُ وأتسع، ونموتُ نمواً ملحوظاً، وتبوأتُ مكانتي المرموقة في ظل الحكام الفاطميين، حتى إتصلت مبانيّ بمباني الفسطاط، وصرت أنا والفسطاط نؤلف معاً أكبر المدن الإسلامية في العصور الوسطى.
وفي عام 1179 م شيّد القائد البطل صلاح الدين الأيوبي -قلعة الجبل- التى لا تزال شامخة حتى اليوم.
شعاري الجامع الأزهر الشريف فهو منارة الإسلام ومنبره فى العالم أجمع.
تبلغ مساحتي الكلية حالياً أكثر من 1500 كم مربع، وعدد سكاني أكثر من 15 مليون نسمة. وأضمُ أربع مناطق هي: المنطقة الشمالية وتضم 7 أحياء، والمنطقة الجنوبية وتضم 7 أحياء، والمنطقة الشرقية وتضم 6 أحياء، أما المنطقة الغربية فتضم 5 أحياء، وكل حيّ عبارة عن مدينة.
وأضم بين جنباتي الآن عدداً من الجامعات مثل: جامعة القاهرة، جامعة عين شمس، وجامعة حلوان، وجامعة الأزهر الشريف، كما وأحتوي على 55 كلية، و31 معهداً، و3113 مدرسة، بالإضافة إلى 278 مركزاً للتدريب المهنى.
تبلغ مساحتي المزروعة 5908 فدان وفيها محاصيل القمح والذرة الشامية والموالح والطماطم.
وأساهمُ فى النشاط الصناعي مثل: الحديد، والصلب، والإسمنت والصناعات الحربية، والأجهزة المعمارية، والسيارات، والملبوسات، ومنتجات خان الخليلى.
ويتوفر على أرضي ثروات طبيعية أهمها: الرمل والزلط والحجر الجيري والبازلت.
أزخر بالمعالم الثقافية والتاريخية ذات الشهرة العالمية، فعندي المتحف المصرى، وقلعة صلاح الدين، وعشرات المئات من المساجد الأثرية الرائعة وعلى قمتها الجامع الأزهر الشريف، والكنيسة المعلقة، وكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، وبانوراما حرب أكتوبر، ومركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، ودار الأوبرا المصرية، والحديقة الدولية، ودار الكتب المصرية، والعديد من المعالم الأخرى الرائعة..
وأتميز بمناخ معتدل شتاء، وحار صيفاً..
لذلك فأنا أدعوكم لزيارتي لتروني وتستمتعوا بمعالمي الأثرية العريقة، ولتسهروا تحت أضوائي التي لا تنطفئ، فأنا معروفة باسم المدينة التي لا تنام أبداً..
المصدر: مجلة الفاتح.